هل يمكن إبقاء الشاحن موصولاً بجهاز الكمبيوتر بشكل دائم؟ أم أنه يضر بالبطارية؟

قد ترغب بالمحافظة على جهازك المحمول جاهزاً بشكل دائم للاستخدام وتام الشحن، إلا أن هناك بعض المخاوف من فكرة تلف البطارية وتآكلها في حال بقي متصلاً بالشحن، ولكن هل هذه حقيقة؟ وما هو الإجراء الأنسب في هذه الحالات؟

اذا كنت تخاف من أن تتلف بطراية جهازك بسبب وصلها المستمر بالكهرباء؟ إليك هذا المقال لنتحدث بالتفصيل حول هذا الموضوع.

تقبل فكرة عدم وجود حل كامل ومثالي

قبل الخوض في تفاصيل البطاريات الخاصة بالكمبيوتر المحمول، وطرق الشحن المثلى، وما ينشره مصنعو البطاريات وأجهزة الكمبيوتر المحمول، سنذكر حسب رأينا ما يجب أن نعرفه حول عمر البطاريات.

إن البطاريات ما هي إلا مواد يتم استهلاكها. وحقيقة استمرار البطاريات للهاتف أو لأجهزة الكمبيوتر المحمول تعمل لسنوات دون الحاجة لاستبدالها، لا يغير حقيقة أنها لن تدوم للأبد.

تعمل البطاريات ويمت تحديد عمرها بحسب عدد دورات الشحن والذي عادة ما يتراوح بين 500 و 1000 دورة، ويبدأ عمر البطارية بالتناقص مع لحظة بداية استخدام البطارية. الحالة المثالية للحفاظ عليها هي إبقاء درجة حرارة المحيط معتدلة (حيث تتدهور بطاريات الليثوم في دراجات الحرارة المرتفعة)، والمحافظة على نسبة الشحن بين 80% و 20%، ولن تبقيها متصلة بالشحن لأشهر، ولن تدعها فارغة ومرمية داخل حقيبة الكمبيوتر المحمول.

بالرغم من وجود العديد من الأشياء التي باستطاعتنا أن ننصحك بها لإطالة عمر البطارية، لكننا نفضل أن نقول دائماً أن على المرء استخدام جهاز الكمبيوتر الخاص به بالطريقة التي تناسبه ويريدها.

وأضف لهذا، فإن التكنولوجيا الخاصة بالبطاريات فقد تطورت كثيراً عبر الزمن. فلا تسمح لأحد التجارب القديمة السيئة مع بطرايات الكمبيوترات المحمولة منذ عشر سنين أن تؤثر على طريقة استخدامك لجهازك الحالي. ونعلم بأن أجهزة الكمبيوتر المحمولة  القديمة والتي تم استخدامها في بدايات القرن الحادي والعشرون كانت تملك بطاريات ذي عمر طويل مهما كانت طريقة استخدامنا للجهاز، إلا أن الأجهزة المحمولة الحديثة قد أصبحت أكثر تسامحًا  بوجود عمر أطول. وفي غالب الأمر فإنك ستلجأ لتغيير جهازك الكمبيوتر المحمول قبل حدوث أي تراجع في عمر البطارية أو تدهور في الأداء مما سيجعلها مشكلة غير ملحوظة أساساً.

وعلى الرغم من تشجيعنا لحرية استخدام الجهاز المحمزل بالطريقة التي تريد، دعنا ننظر لبعض التفاصيل التي ربما لن تقلق بشأنها، بالإضافة إلى الأمور الهامة التي عليك أن تأخذها في الحسبان، مع وجود بعض النصائح.

توقف عن القلق بشأن زيادة شحن البطارية عن طاقتها

كثيراً ما نسمع بشأن المخاطر الناتجة عن زيادة شحن البطارية فوق طاقتها، وبأن عملية الشحن الزائد هي ما قد يسبب تلف في البطارية. في الواقع، يوجد الكثير من الطرائق التي تؤدي لإنقاص عمر البطارية (كترك الكمبيوتر المحمول في ظروف جوية شديدة الحرارة وتحت أشعة الشمس)، إلا أن الشحن الزائد للبطارية ليس من هذه الأسباب.

إن البطاريات تتمتع بآلية خاصة مدمجة لحمايتها من الشحن الزائد وجميع الأضرار المترتبة الناتجة عن تزويد البطارية بطاقة خارج عن قدرتها الاستيعابية، وحتى أن الأجهزة القديمة تتمتع بهذه الالية لحماية البطاريات. ربما قد يتسبب استخدام شاحن تالف أو شاحن رخيص الثمن سيء التصنيع في تلف الكمبيوتر المحمول، إلا أن استخدام الشاحن الأصلي الخاص بالجهاز أو أي شاحن آخر مطابق للمواصفات المطلوبة وذو جودة عالية فلن يتسبب في أي مشكلة لجهازك ولن يتسبب في انجار بطاريتك.

في الواقع إن وصول شحن البطارية إلى نسبة 100% سيدفعها إلى التوقف عن أي عملية شحن إضافية، ولن يتم الشحن مرة أخرى حتى تقل درجة الشحن إلى ما دون 100%. وقد يؤدي هذا الأمر إلى تكرار عملية تفريغ الشحن ومن ثم استئناف الشحن مرة أخرى، مما قد يتسبب في إنقاص عمر البطارية ولكنه لن يؤدي إلى أي زيادة في الشحن أو تلف في البطارية.

يمتلك الكمبيوتر المحمول ميزات عديدة للشحن لما لا تستفيد منها!

إن الكثير من الميزات لشحن أجهزة الكمبيوتر أصبحت مترافقة مع الأجهزة الحديثة، تعمل هذه الميزات على حماية البطارية والمحافظة على عمرها لوقت أطول.

يوجد ضمن أجهزة MacBook  ميزة جديدة تدعى Battery Health Management أو إدارة صحة البطارية، وهي مشابهة لميزة الشحن المحسّن Optimized Charging الموجودة ضمن أجهزة iPhone . عند تقعيل هذه الميزة وتصبح نشطة، ستدرس نمط استخدامك اليومي للجهاز ومن ثم ستقوم بشحن البطارية بشكل كامل تدريجياً حتى يكتمل قبل أن تزيله من الشحن بوقت قصير.

قد تكون هذه الميزة مفيدة جداً إذا كنت تقوم بوصل جهازك بالشحن ليلاً ومن ثم تفصله في الصباح قبل الذهاب للعمل يومياً. ولكن في حال كان جدولك متغير وغير دقيق أو من النادر ما تفصل جهازك عن الشاحن فإن هذه الميزة لن تقدم الفائدة المرجوة.

أما بالنسبة للأجهزة المحمولة والتي تعمل وفق نظام Windows 11 فهي تمتلك ميزة تدعى Smart Charging  أي الشحن الذكي. وتعمل هذه الميزة بشكل مختلف قليلاً فبدلاً من العمل على تحسين الوقت اللازم لشحن بطارية الكمبيوتر لتصل لنسبة 100% قبل لأن تحتاج الكمبيوتر، فإنها تمنع البطارية من الوصول بالشحن إلى نسبة 100% مما يساعد في المحافظة على البطارية وإطالة عمرها مع مرور الوقت. وتختلف الية تطبيق ميزة الشحن الذكي باختلاف الجهاز والشكركة المصنعة له، ولهذا إذا أردت أن تعرف أكثر عن الميزة المدمجة ضمن جهازك فقم بالبحث ضمن صفحة الدعم واحصل على المعلومات الخاصة بطراز جهازك.

أضف لهذا، فإن العديد من شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر ك Dell و Asus وحتى HP، تمتلك الأدوات الخاصة بالشركة لإدارة البطارية (حيث قد يعمل بعض منها مع Smart Charging، أو قد يتجاوز هذه الميزة) الأمر الذي يسمح لك بتجهيز طرق مشابه لإدارة البطارية عن طريق Windows أو باللجوء لإعدادات BIOS. بوجد إعدادات كهذه، فإنك قد توجه كمبيوترك المحمول بألّا يشحن البطارية لأعلى من 85% مهما طالت مدة الشحن.

أزل بطارية جهازك لتفادي زيادة الحرارة

إذا انتبهت لحديثنا السابق فيما يتعلق بعمر البطارية، فستلاحظ وجود أمرين هامين وواضحين يؤثران في إطالة عمر البطارية وهما: الحرارة العالية، والشحن المتكرر المفرط.

لقد أصبحت معظم أجهزة الكمبيوتر المحمولة الحديثة مزودة ببطاريات مدمجة إلا أن الأجهزة مع بطرايات ممكنة الإزالة أصبحت نادرة جدا، حيث تسعى الشركات الان لتصنيع أجهزة أنحف، ولكن إذا كنت ممن يمتلكون جهازاً كمبيوتراً محمولاً مع بطارية قابلة الإزالة، فمن الممكن أن تقوم بسحبها أثناء استخدام الكمبيوتر المحمول بدلاً من الكمبيوتر المكتبي. ومن ثم أعد البطارية حين تكون في الخارج ضمن مقهى أو تقابل أحد الزبائن، وأزلها في المنزل.

أما في حال كان جهازك لا يسمح بإزالة البطارية فمازال بإمكانك المحاولة على إبقاء البطارية باردة من خلال  وضعه واستخدامع محمولاً على حامل الكمبيوتر المحمول مما يساعد في تبديد حرارة الجهاز (كما قد يساعد رقبتك وظهرك من الضرر أيضاً).

دورات الشحن والتفريغ تساعد في ما يعرف بمعيارة البطارية

إن وضع جهاز الكمبيوتر المحول وشحنه وثم تفريغه بشكل كامل قد يساعد في ضبط معيار بطارية الجهاز. ولنشرح عن هذه الفكرة أكثر، إذا كنت دائما ما تبقيه في الشحن فعند وصوله لحد 0% قد يظن windows بأن هذا الحد مازال 20%، ومنه ستفاجأ بإنطفاء الجهاز. وبالتالي فإن معايرة البطارية تضمن بأن الجهاز يعرف مقدار الشحن الدقيق المتبقي وبإمكانه أن يظهر لك تقديرًا دقيقًا.

أما عندما تسمح للبطارية بالتفريغ الكامل ومن ثم إعادة الشحن، فإنك تتيح لدوائر البطارية أن تعرف مقدار الطاقة الباقية. لن يتأثر عمر البطارية بالمعايرة ولكنه فقط سيسمح لك بمعرفة التقدير الدقيق لمقدار الطاقة المتبقية. وبالتالي فإنك لن تبقي جهازك الكمبيوتر متصلاً بالشحن طوال اليوم.

هل علينا أن نبقي جهاز الكمبيوتر المحمول موصولاً بالشحن طول الوقت؟

الان وبعد كل هذه المعلومات، سيبقى السؤال في ذهنك: ما الذي علي أن أفعله بالضبط؟ هل أبقيه متصلاً بالكهرباء، أم علي وصله خلال الشحن فقط، أم أنه يجب أن أكون دقيقاً من نسب الشحن؟

في الواقع، لا يوجد أي إرشادات أو دليل واضح حول الطريقة المثلى لاستخدام الجهاز وشحنه. فمعظم الشركات المصنعة لا تقدم إجابة واضحة حول هذا الموضوع. كانت ما تنصح شركة Apple بفصل جهاز MacBppk عن الشحن، إلا أن هذه النصيحة لم تعد موجودة ضمن صفحة النصائح حول استخدام البطارية.

أما شركة HP فيوجد ضمن قسم الأسئلة والأجوبة حول ما يتعلق بشحن البطارية، وهناك يقولون تماماً كما تحدثنا سابقاً، بأن الشحن المستمر للبطارية قد يزيد من التآكلها، ولاتجنب هذه الحقيقة، وربما قد يساعد الشحن الجزئي للبطارية على إطالة عمرها بشكل ملحوظ. إلا أن نصيحتهم العامة هي القيام بشحن البطارية بأقل ما يمكن. وقد تبدو هذه النصيحة دقيقة نظرياً إلا أنها غير واقعية ولا عملية ضمن العالم الحقيقي.

في حين أن شركة Dell، توصي بفصل شحن الكمبيوتر المحمول بعد الانتهاء من شحنه وعدم العودة لشحنه إلا عندما ينخفض الشحن لما دون 50%.

أما ما نصحك بفعله ضمن استعمالك الحقيقي للجهاز، هي القيام بشحن جهاز الكمبيوتر المحمول بأدنى قدر عملي بما يتناسب مع طبيعة استخدامك للجهاز.

فعلى فرض كنت تستخدم الجهاز المحمول في العمل فقط خارج المنزل، فمن الممكن أن تقوم بشحن الكمبيوتر المحمول حتى يصل لنسبة 70-80% ومن ثم تفصله، توقفه عن التشغيل بشكل كامل، دون وصله بالشحن، وتدعه حتى يتم استخدامه مرة أخرى في العمل.

أما في حال كان استخدامك لجهازك الكمبيوتر منفصلاً عن الشحن طوال اليوم، فلا بد أن تقوم بشحنه بشكل يومي حتى تتأكد من أنه جاهز لاستخدامه فيما بعد. وبإمكانك فصله عن الشاحن بعد اكتمال شحنه أو أن تستخدم الشحن الذكي. ولكن سنعيد مرة ثانية، ما قلناه في بداية المقال: إن البطاريات للأجهزة الحديثة أفضل بكثير مما كانت قبل عشر سنوات، ولهذا قد لا تحصل على الفائدة المرجوة من استثمارك في إدارة شحن البطارية بشكل دقيق.

وأخيرًا، إذا كان من النادر أن تفصل الجهاز عن الشحن، حيث يبقى استعمالك له في المنزل دائماً، فقد لا يبدو أن الأمر يستحق التفكير، فلا معنى من التركيز المستمر على أفضل إجراء للشحن وطريقة تحسين عمر البطارية. إذا كنت تستخدم جهازك الكمبيوتر المحمول لتلعب فقط وكان يستهلك كمية من الطاقة وقد يكون من الصعب فصله عن الكهرباء، فلا جدوى من التفكير بصحة البطارية طوال سنوات اللعب.

بامكان جهازك الكمبيوتر الاستمرار بالعمل طالما بقي موصولاً بالكهرباء، وحتى لو أصبحت البطارية بحالة سيئة جداً. وهنا لن يختلف الأمر كثيراً عن كمبيوتر سطح المكتب حيث يكون متصلاً بالحائط لاستمرار حصوله على الطاقة الكهربائية اللازمة للعمل. وفي حال استخدمت الجهاز بهذه الطريقة لسنوات عديدة، فإن حالة البطارية غير مهمة في الواقع، سواء كانت بحالة جيدة أو سيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top