تعد ذاكرة الوصول العشوائي (أو الرام RAM) واحدةً من أهم مكونات أي جهاز إلكتروني. وهي تتراوح بين 2 غيغابايت في أبسط الموبايلات إلى 64 غيغابايت في بعض اللابتوبات وأجهزة الحاسوب المتقدّمة. وهناك العديد من الخيارات الأخرى بين هذين الرقمين، فكم غيغابايت من الذاكرة العشوائية يحتاجها لابتوبك ليكون سريعاً؟ وهل تحتاج فعلاً لزيادة رامات اللاب توب لزيادة سرعته؟
يجب أن نؤكد على نقطة هامة جداً وهي أن زيادة حجم الرام عن ما تحتاجه لن يجعل لابتوبك أسرع. لذا يجب أن تعرف مقدار الذاكرة العشوائية التي تحتاجها -وذلك بناءً على التطبيقات والبرامج والألعاب التي تستخدمها- لكي لا تشتري من الرامات ما لن تستفيد منه.
لذا سنذكر في هذه المقالة لمحة سريعة عن الرام وما هو، ونتحدث عن حجم الرام الذي يناسبك، ونذكر استهلاك بعض التطبيقات والبرامج منها لتستطيع حساب ما تحتاجه، ونلخّص كل ذلك في نهاية المقالة.
لمحة عن ذاكرة الوصول العشوائي RAM
قد يستخدم البعض مصطلح “الذاكرة” للدلالة على الرامات، ولكن البعض يخلط بينه وبين ذاكرة التخزين التي يقدّمها القرص الصلب من نوع HDD أو SSD، ولذا سنستخدم مصطلح الرام هنا.
وفي الحقيقة -ومن ناحية تقنيّة- فإن الرام مشابه جداً للقرص الصلب، ولكن غرضهما مختلف تماماً.
فوجه الشبه بينهما هو أنهما عبارة عن مساحة لتخزين المعلومات، ولكن سرعة قراءة الملفات من الرام أسرع بكثير من الهارد ديسك. فالرام هي مساحة تخزين صغيرة ولكنها سريعة للغاية. لذلك فهي تحتوي على المعلومات الضرورية التي تحتاجها التطبيقات عند تشغيلها.
وبالتالي فإن كل تطبيق يستهلك مساحة مختلفة (أو حجماً مختلفاً) من الرام. أي أن كل تطبيق يستهلك قدراً معيناً (حتى وإن كان بسيطاً في بعض الحالات) من ذاكرة الرام. ولكن عند تشغيل أكثر من تطبيق معاً فهذا يستهلك الرام بسرعة وقد ينتهي الأمر باستهلاك كامل الحجم المتاح. وعندها ستصبح التطبيقات أبطأ. لأنها لن تستطيع الوصول للمعلومات الضرورية لها والمخزّنة في ذاكرة الرام السريعة.
وبالعكس فإنك إذا كنت تستهلك مثلاً في أقصى الحالات (مثلاً عند تشغيل كل البرامج التي تحتاجها في نفس الوقت) 12 غيغابايت من أصل 16 غيغابايت تمتلكها في الرام، فإن زيادة الرامات إلى 32 غيغابايت لن يزيد من سرعة حاسوبك في هذه الحالة. وبالتالي فهذا يعني حرفياً إهدار مالك.
من أجل ذلك يجب اختيار حجم رامات مناسب أكبر بقليل من أقصى احتياجاتك من دون المبالغة في ذلك. لن يسبب وجود رامات إضافية بالطبع أي مشكلة لحاسوبك، ولكن الأمر أشبه بشراء منزل بـ7 غرف نوم واستخدام غرفة أو غرفتين منهم فقط.
لا ينبغي الخلط بين ذاكرة الوصول العشوائي RAM والذاكرة المخصصة لبطاقات الرسوميات المنفصلة. حيث تستخدم الألعاب ثلاثية الأبعاد الحديثة ذاكرة الوصول العشوائي للفيديو أو VRAM لتخزين صور بشكل مؤقت. ويُرمّز لهذه الذواكر بـGDDR5 أو GDDR6 أو GDDR6X مثلاً.
بينما ذاكرة الوصول العشوائي للنظام RAM والتي نتحدث عنها فيرمّز لها بـDDR3 وDDR4 (كما هو واضح في الصورة السابقة). بحيث يشير الرقم إلى جيل هذه الرامات. علماً أن الجيل الخامس DDR5 موجود ولكن القليل فقط من اللابتوبات تستخدمه حالياً. وأن الجيل السادس منها DDR6 ما يزال قيد التطوير وليس متوافراً بعد.
التطبيقات واستهلاكها للرام
يستهلك نظام التشغيل والمتصفح الحجم الأكبر من الرامات عادةً، لكن بعض التطبيقات والألعاب الحديثة تستهلك أكثر بكثير من كل البرامج الأخرى مجتمعةً.
حيث يستهلك على سبيل المثال ويندوز 10 تقريباً 2 غيغابايت من الرام لوحده، أي من دون تشغيل أي برنامج آخر. ولسوء الحظ فإنك لا تستطيع القيام بأي شيء حيال ذلك.
ولكن إضافة المزيد من الرام يتيح لك فتح نوافذ أكثر في متصفّحك بغض النظر عن نوعه. ومن ناحية أخرى فإن بعض المواقع المعقّدة تستهلك عند فتحها رامات أكثر من غيرها. فمثلاً مواقع الأخبار والمدونات البسيطة تستهلك حجماً قليلاً من الرامات بالمقارنة مع موقع Gmail أو Netflix مثلاً.
وبنفس الطريقة تختلف التطبيقات الأوفلاين في استهلاكها للرام. إذ لا تستهلك التطبيقات أو الألعاب البسيطة سوى قدراً بسيطاً من الرام. بينما قد يستهلك ملف إكسل ضخم، أو مشروع فوتوشوب كبير، أو لعبة حديثة، عدّة غيغابايتات من ذاكرة الوصول العشوائي لوحده.
كما تستهلك التطبيقات الاحترافية كـAdobe Premiere وتطبيقات التعديل على الصوتيات وتسجيلها كـPro Tools الكثير جداً من ذاكرة الرام. وغالباً ما تكفي في هذه الحالات 16 غيغابايت من الرام، ولكن يمكن الانتقال درجة واحدة نحو الأعلى (أي 32 غيغابايت) لضمان الحصول على أفضل النتائج.
ما هو حجم الرام الأنسب للابتوبك؟
تأتي معظم اللابتوبات الحديثة بذاكرة عشوائية 8 غيغابايت على الأقل. وهي مناسبة للمهام البسيطة كالتصفح واستخدام البرامج الأساسية كـMicrosoft Office. في حين يأتي بعضها بذاكرة عشوائية 16 وحتى 32 غيغابايت في لابتوبات الألعاب ROG.
لذلك يجب أن تعتبر الـ8 غيغابايت من الرام هي نقطة البدء بالنسبة لحجم الرامات الأنسب (سواءً أكنت تستخدم لابتوبات ويندوز أو ماك). فهذا الحجم هو الحجم الأقل المقبول. ويمكنك بعدها التفكير برفعها لـ16 غيغابايت. فكما ذكرنا أن ويندوز 10 لوحده يستهلك 2 غيغابايت من الرام.
إذاً إذا لم تكن احتياجاتك كثيرة يمكنك الاختيار بين 8 و16 غيغابايت من الرام. ولا داعي إطلاقاً لزيادة الرام عن هذا الحجم إلّا إذا كنت تقوم بمهام محددة ومتطلبة بعينها، كتعديل مقاطع فيديو أو صور ضخمة أو لعب ألعاب حديثة.
علماً أن إضافة رامات لأجهزة اللابتوب أصعب من غيرها، حتى أن بعض الأجهزة الحديثة لا يمكن ذلك فيها أبداً. ولذلك إذا كنت تقوم بمثل هذه المهام المعقدة كثيراً ففكّر جدياً باستخدام حاسوب مكتبي ثابت لذلك.
يُذكر أن أجهزة كروم بوك لا تستهلك الكثير من الرام فهي تعتمد على تطبيقات الويب والتخزين السحابي، أي التي تستخدم أثناء الاتصال بالإنترنت. ولذلك فإن 8 غيغابايت من الرام كافية في هذه الأجهزة.
بالنسبة لمحبي الألعاب فهم بحاجة لـ16 غيغابايت من الذاكرة العشوائية، علماً أن 8 غيغابايت قد تكون كافية في حالات محددة. أما إذا كنت من محبي تشغيل برامج البث المباشر للألعاب كـOBS Studio فيمكنك الرفع لـ32 غيغابايت. علماً أن الأفضل أن تركّز على سرعة الرام أكثر من حجمه عند تشغيل الألعاب.
الفرق بين سرعة الرام وحجمها
ذكرنا أن زيادة حجم الرام لن يزيد من سرعة حاسوبك. ولكن يمكن بتبديل الرام إلى رامات أسرع وبنفس الحجم أن يتحسّن أداؤه. فالرام من الجيل الرابع DDR4 هي الأكثر استخداماً حالياً. وضمن هذا الجيل تختلف سرعة الرام بين 1600 و3200، حيث ترمّز كالتالي DDR4-1600 وDDR4-3200. وزيادة السرعة تعني قدرة على الكتابة والقراءة من الذاكرة بسرعة أكبر.
وعلى الرغم من ذلك لا يعكس الرقم السابق سرعة الرام في الحقيقة، وإنما يشير للسرعة التي فُحصت بها شريحة الرام من قبل الشركة المصنّعة.
كما عليك التأكد من أن اللوحة الأم لديك تدعم سرعة الرام التي ستشتريها. وأنها تدعم XMP (Intel Extreme Memory Profile)، والذي يجب عليك تفعيله من الـBIOS.
ومن ناحية الأداء فإن التطبيقات تختلف في استجابتها لسرعة الرام المختلفة. كما أن هناك اختلافات بين الـIntel والـAMD. فيجب أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار أيضاً.
الخلاصة: ما هو حجم الرام المناسب لك؟
إليك بعض القواعد التي يجب استحضارها عند تحديد حجم الرام الأنسب:
- 4 غيغابايت: لا يُنصح بهذا الحجم من الرامات إلّا في أجهزة الكروم بوك أو إذا كانت ميزانيتك محدودة جداً. فنظام تشغيل ويندوز 10 لوحده يستهلك 2 غيغابايت من الذاكرة العشوائية.
- 8 غيغابايت: معظم اللابتوبات متوسطة المواصفات تأتي مع هذا الحجم من الرامات. وهو مناسب للمهام الأساسية، كالكتابة والتصفح واستخدام البرامج الأساسية والألعاب البسيطة، إلا أنها تنفد بسرعة في حال زيادة المتطلبات.
- 16 غيغابايت: ممتازة لكل أنواع الحواسيب ولمعظم المهام والألعاب وخاصة إن كانت من جيل متقدّم وسريعة. قد تحتاج لحجم أكبر إن كنت تستخدم أي برامج خاصة أو ألعاب متطوّرة.
- 32 غيغابايت: مناسب لكل الأغراض والبرامج مهما كانت متطلّبة. وهي مناسبة أيضاً لمحبي الألعاب الحديثة الذين سيلاحظون تحسناً في أداء حاسوبهم عند امتلاكهم هذا الحجم من الرامات.
- 64 غيغابايت: لا تملك أي فائدة إضافية غالباً. ولا تستخدم إلا في حالات خاصة جداً وفي الحواسيب المكتبية الثابتة لوظائف التصميم والهندسة وغيرها.
لا تنسى أن زيادة حجم الرامات عن حاجتك لن يحسّن من أداء حاسوبك، وأن الأفضل هو أن تستثمر في تطوير المكونات الأهم والتي تحتاج لتطويرها فعلاً، ككرت الشاشة والـCPU.
هل أجابت هذه المقالة عن تساؤلاتك؟ يمكنك التعليق برأيك أو تجربتك في زيادة حجم الرام وتأثير ذلك على سرعة اللاب توب.